
كتب علي الخفاجي: سبق وأن استضافت بغداد القمة العربية في آذار/مارس العام 2012، وعدّت في حينه القمة الأولى بعد ثورات الربيع العربي، إذ عُدَت ووفق البيان الختامي للقمة والذي سمي بـ (إعلان بغداد) من الاجتماعات المهمة والقرارات تعد جديدة حيال أبرز الملفات المعروضة أمام المؤتمر، إضافة إلى المقررات التي اختزلها المؤتمر بتسعة بنود على عكس القمم السابقة، التي كانت تضم عشرات المقررات دون أي تطبيق، حيث تطرقت في حينها إلى ملفات مهمة منها الملف السوري والملف الأبدي ملف فلسطين.
للمرة الرابعة، يعلن العراق استعدادهُ لاستقبال وفود عربية للمشاركة في قمة بغداد في السابع عشر من الشهر الحالي، حيث وكما هو مقرر ستناقش القمة العديد من القضايا المحورية التي تخص الأمن والاقتصاد والقضايا الاستراتيجية والأوضاع الداخلية للدول، واستكمالاً لدوره المحوري، يتبنى العراق اليوم أدواراً متعددة على المستوى الإقليمي والدولي، واستطاع وخلال فترة قصيرة إبراز مكانته المعهودة في ظل بيئة متقلبة وغير مستقرة.
كما استطاع النأي بالنفس وعدم زجها وسط التقلبات السياسية والأوضاع المتشنجة، وهذا ما يحسب إلى الأداء الحكومي وانعكاساته على مستوى السياسة الخارجية والتواصل مع الأطراف المتعددة، معتمداً على الحوار البناء.
الظروف الاستثنائية التي تعيشها المنطقة تجعل من هذه القمة استثنائية، رافعة شعار التهدئة في مواجهة التحديات، حيث إن التحديات التي تواجه الدول العربية تحديات كبيرة في ظل التوتر الدولي وعلى مختلف الأصعدة.
نعتقد أن جميع الدول العربية على قدر كافٍ من الوعي بما يحدث من تقلبات متسارعة، فلم تقتصر تأثيرات الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة على الجوانب الجيوسياسية فحسب، بل تعدتها لتعيد تشكيل الحسابات لأدوار القوى الإقليمية الفاعلة، سواء في الجانب العربي أو بين القوى غير العربية، الأمر الذي سيجعل من المواقف بصورة عامة مواقف متحركة حسب تعبير فقهاء السياسة، ولا توجد مواقف ثابتة حسب طبيعة العلاقة.
تطورات المشهد السياسي الحالي من حيث التهديدات المستمرة والمخاطر التي تحدق بالمنطقة عموماً، تجعل من قمة بغداد قمة نوعية، نظراً للمحاور التي ستناقش وستطرح في القمة، لأن طبيعة القضايا المطروحة ستشكل مادة دسمة لغرض النقاش والخروج بمتبنيات ومقررات مهمة، الأمر الذي نتوقع أنه سيكون ليس مجرد لقاء بروتوكولي عابر، لا سيما وفق التطورات المتسارعة التي نشهدها، حيث ستتركز أعمال القمة على أبرز القضايا ذات التأثير المباشر على مختلف الأصعدة وبالأخص الأمنية والسياسية.
وسيكون الملف الفلسطيني من أهم الملفات، التي ستناقش خصوصاً موضوع غزة، الذي سيشغل الحيز الأكبر في أعمال ومجريات هذه القمة، لما له من أهمية كبيرة جراء استمرار العدوان الصهيوني بالاعتداء الآثم على سكان القطاع، وكذلك أوضاع لبنان وما خلفه الاعتداء “الإسرائيلي” عليه من تداعيات اقتصادية وسياسية، مروراً بسوريا التي ستحضر هذه المرة لأعمال القمة العربية بحكومة جديدة، إلى الخلافات والأوضاع المتشنجة التي حدثت مؤخراً بين السودان والإمارات، وكذا الأمر بين الجزائر والإمارات.
العنوان الأبرز الذي تبنته الحكومة العراقية لإنجاح قمة بغداد هو أن هذه القمة تعد فرصة كبيرة لصياغة رؤية عربية موحدة، وهي هنا قاصدة ما تقول، حيث إن التشنجات والتهديدات بين الدول العربية لا بد أن تذوب وتضمحل خدمة للمصالح العربية وفق منطق سياسي واضح، وهذا ما تسعى إليه القمة، معتبرة أن هذا التجمع العربي هو فرصة تاريخية لتجديد مشروع العمل العربي المشترك، حيث إن غاية العراق هو إيجاد طريق للتفاهم والحوار لمواجهة التحديات القائمة والمحتملة من دون الخوض بالمشكلات الدولية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز