مقالات
أخر الأخبار

دروسٌ وعبر من أمريكا اللاتينيّة

كتب علي الخفاجي: وسط تواطؤ وتردد المجتمع الدولي تجاه قضية العصر، وهي القضية الفلسطينية، ها هي اليوم تتصاعد الخطابات المؤيدة لوقف إطلاق النار غير المشروط من قبل الكيان الصهيوني، وكذلك محاكمة رئيس الوزراء “الإسرائيلي” نتنياهو، عن أفعاله الإجرامية منذ السابع من أكتوبر 2023 ولغاية اليوم.

 

ربما يستغرب البعض بأن هذا التصريح وغيره من التصريحات العميقة تصدر من رؤساء دول أمريكا اللاتينية بحكم البعد الجغرافي، لكنها كذلك، حيث ومن خلال الاجتماعات التي أُجريت قبل أيام في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أعلن الرئيس الكولومبي، الدعوة إلى تحرير فلسطين من الغطرسة “الإسرائيلية”، على حد وصفه.

ومنذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزة، أعلنت دول أمريكا اللاتينية موقفها الثابت من العدوان، حيث قامت بسحب سفرائها من تل أبيب وقدمت احتجاجات رسمية على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين، بل تعدى الأمر موضوع الاستنكار والشجب كما هو معتاد، حيث أظهر مقطع فيديو قبل أيام، وبعد اجتماع مجلس الأمن، رئيسَ الجمهورية الكولومبي، وسط تجمع من المؤيدين طالب باعتقال نتنياهو باعتباره مجرم حرب، وشدد بأن القصف على غزة ليس مجرد اعتداء على أرض بعينها، بل هو هجوم على الإنسانية، وغيرها الكثير من المواقف المؤيدة للقضية الفلسطينية، باعتبار أن الكيان تمادى كثيراً بقتل آلاف من الفلسطينيين دون مبرر.

الأصوات التي بدأت تتعالى وتصدح بإعطاء الحق لإنشاء دولة فلسطينية، هي بطبيعة الحال أصوات حرة جعلت من الموقف العربي في موقف حرج نتيجة التذبذب في التصريحات، حيث لم نجد موقفاً صلباً وقوياً من الأفعال “الإسرائيلية” المتكررة منذ قرابة السنتين، لأنه ومع شديد الأسف، المواقف تتعالى إعلامياً فقط دون شيءٍ ملموس، على الرغم من اصطفاف كثير من الدول بجانب سياسة وتطلعات الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني، درءاً للمشكلات على حد وصفها وتبريراتها، إلا أنها لم تسلم من الانتقادات والاتهامات، وهذا ما نحن عليه اليوم، حيث بدا الموقف الرسمي لكثير من البلدان ودون أي حياء، موقفاً مؤيداً ولو ضمناً لأفعال وتصرفات الكيان الإسرائيلي، حيث إن تلك المجازر لم تكن لتحدث بدون تواطؤ من أولئك الذين كان بإمكانهم منعها.

التوهان الذي يعيشه العالم اليوم جراء العقوبات المالية والحروب العسكرية والتهديدات المتكررة بعزل الدول عن محيطها، يجعل من موضوع قطاع غزة ومعاناته في محل النسيان، وهنا لا بأس أن نذكر بأن أكثر من أربعة وخمسين ألفاً سقطوا جراء استمرار العمليات العسكرية “الإسرائيلية” إلى يومنا هذا.

التوجهات السياسية وتضافر المواقف تسطر أروع ملاحم التحدي لتُجسد انتفاضة سياسية وشعبية تُحسب لسياسات دول أمريكا اللاتينية ضد سياسات الاحتلال الإسرائيلي، حيث برهنت تلك الدول الحية بأنه، وفي حال تلاقت الجهود الشعبية مع الخطوات الرسمية، فإنها ستشكل جبهة إقليمية لا يمكن اختراقها، تعزز الضغط الدولي على الكيان وتدعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية، وبالتالي إنهاء معاناة البلد المنكوب المستمرة منذ أكثر من سبعين عاماً.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى