
أقيمت صلاة الجمعة المباركة بجامع الإمامين العسكريين (ع) في خور الزبير بمحافظة البصرة، بإمامة السيد صادق الياسري.
وكانت الخطبة عن حب الوطن والحنين إليه، وتابعتها “النعيم نيوز”:
كما هو المعلوم لدينا ان اليوم الثالث من الشهر العاشر او كما يقولون الثالث من تشرين الاول هو يوم العيد الوطني للعراق اذ وافقت الجمعية العامة لعصبة الامم على قبول العراق عضوا في عصبة الامم بناء على طلب الانضمام المقدم من قبل المملكة العراقية انذاك بتوقيع رئيس الوزراء الاسبق نوري السعيد بتاريخ 12 تموز عام 1932 ميلادي ليصبح العراق اول دولة عربية تنضم الى هذه المنظمة الدولية انذاك طبعا بعد انتهاء سيطرة بريطانيا على البلاد مما منح العراق استقلاله بعد 17 عاما من الحكم البريطاني الذي اعقب قرونا من السيطرة العثمانية.
هذه مقدمة للموضوع… وهو مسالة حب الوطن والحنين الى الوطن حتى ورد عنوان الوطن والمواطنة في مدرسة اهل البيت عليهم السلام..
مفهوم المواطنة والوطن لم يكن متداولا في الازمنة الماضية حتى اصبح للوطن الان معنى سياسي يتالف من ثلاثة اركان… الارض والشعب.. والنظام السياسي…
وفي الماضي كان الوطن يؤخذ فيه بعين الاعتبار الانتماء العقدي فكانت هناك دار الاسلام ودار الكفر وكانت كل بلاد المسلمين تعتبر وطنا واحدا وهناك المعنى العرفي للوطن وهو الارض التي يولد الانسان فيها وتربى.
في القران الكريم لم ترد هذه المفردة انما وردت الفاظ اخرى مثلا بلد كقوله تعالى (لا اقسم بهذا البلد وانت حل بهذا البلد)
وقوله تعالى( بلدة طيبة ورب كريم) كما استخدم القران الكريم لفظة الديار في ايات اخرى..
اما في الاحاديث والروايات فقد وردت مفردة الوطن كما في الحديث المروي عن النبي صلى الله عليه واله (حب الوطن من الايمان) وهو حديث مرسل بمعنى ليس له سند متصل الى برسول الله صلى الله عليه واله الا انه يحمل معنى معتبر لان حب الوطن حالة فطرية انسانية.
وقال امير المؤمنين سلام الله عليه( من كرم المرء حنينه الى اوطانه) وفي كلمه اخرى تروى عنه انه قال( عمرت البلدان بحب الاوطان)
ان الحب المقصود هو الحب الحقيقي النابع من وجدان الانسان لا حب مجرد شعار يتغنى به الانسان بلا حقيقة جوهرية ونجد ان من يفكر كيف يكسب من وطنه او كيف ينهب خيراته.
وهنا توجد واجبات تجاه الوطن بالاضافة للحب الحقيقي..
منها.. هو الدفاع عن الوطن قال تعالى( اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقول ربنا الله)
وورد عن امير المؤمنين سلام الله عليه قال يخاطب اصحابه (اي دار بعد داركم تمنعون فاذا لم تدافعوا عن وطنكم فاي وطن تدافعون عنه)
ومنها… حسن التعامل مع الشركاء في الوطن فالوطن يكون باهله وبمن يعيشون فيه وذلك يقتضي ان يحسن الجميع التعامل فيما بينهم لانهم شركاء في الوطن.
ومنها.. العمل من اجل رفعة الوطن فاعمار الوطن مطلب اساسي ومسؤولية الجميع..
ومن حق المواطنة فان كل مواطن يحمل جنسية البلد ويبلغ السن القانوني يكون من حقه المشاركة في الانتخابات ففي هذه المشاركة اثبات للمواطنة واعلان للانتماء والهوية الوطنية لذلك ورد ان المشاركة في الانتخابات استحقاق وطني انساني وهو من منطلق (من راى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه ليس وراء ذلك شيء من الايمان)
وقال تعالى( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس) فمن خصائص هذه الامة وتكاليفها ان تكون امة شاهدة فتشير الى هذا الفعل بانه حسن يجب القيام به والى ذاك الفعل بانه قبيح يجب اجتنابه وتشهد على هذه على هذا الشخص بانه صالح مؤهل لوضعه في الموضع المناسب وذاك الشخص سيء لا يجوز له التصدي لشيء من امور الامة واداء هذه الشهادة واجب على الامة( ولا تكتم الشهادة ومن يكتمها فانه اثم قلبه والله بما تعملون عليم) فاذا تقاعست الامة ولم تدلي بشهادتها للمؤهلين لقيادة البلاد تفسح المجال للمفسدين ان يعودوا الى مواقعهم.
اذن واجب على الامة الاختيار الصحيح وموضع الشخص المناسب في المكان المناسب هذا ملخص ايها الاخوة في قضيه حب الوطن والتضحية في سبيله ومن اجله والحمد لله رب العالمين
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز