اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘حاضر فيها الشيخ ميثم الفريجي‘.. مكتب المرجع اليعقوبي في سورية يعقد ندوة فكرية

عقد مكتب المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي في السيدة زينب الكبرى (ع)، أمس الأحد، ندوة فكرية حوارية بعنوان: (المرجع اليعقوبي: أصالة في الفقاهة وتجديد في آليات الاستنباط، كتاب فقه الخلاف أنموذجا)، حاضر فيها الباحث موفد المرجعية الرشيدة من النجف الأشرف الشيخ ميثم طالب الفريجي.

 

وأفاد مكتب المرجع اليعقوبي، في بيان تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه. أن “الشيخ الفريجي، تحدث عن كتاب (فقه الخلاف) هو عنوان محاضرات البحث الخارج لسماحة شيخنا الأستاذ المرجع اليعقوبي في الفقه الاستدلالي. وقد صدر منه مجلدات متعدّدة , مع إفراد مجلد خاص في صوم المسافر بعنوان (الفقه الباهر في صوم المسافر) بواقع 47 مسألة فقهية شرع به في الثاني من شعبان 1427 هجرية (الموافق 27/ 8/ 2006 ميلادية)”.

وتابع الشيخ الفريجي، بحسب البيان، “وقد ذكر سماحته في مقدمة الكتاب في جزءه الأول تعريفاً بمنهجية بحثه فقال: ((موضوع بحثنا الاستدلالي هي المسائل الخلافية ولا نعني بها مطلق المسائل التي تعدّدت فيها آراء الفقهاء. واختلفت لأن ذلك يعني استغراق ابواب الفقه كلّها إذ لا توجد مسائل تحقق فيها إجماع مطبق إلا في الضروريات حتى في مسألة تقديم ابن العم الأبويني على العم الأبي في الميراث. التي ادعي فيها الإجماع والإطباق في الآراء فسميت (المسألة الإجماعية) يوجد من يخالف فيها كسيدنا الأستاذ الشهيد الصدر الثاني(قدس). وإنما نريد بالمسائل الخلافية تلك المسائل التي أصبحت ساحة لسجال علمي عميق ودقيق بين الفقهاء. وهي معدودة ويشار لها بالبنان في كتب الفقه ومثلها تعجّل في صقل المواهب وتختصر الطريق. لأن العمر أقصر من استيفاء الخوض في كل المسائل))”.

وأضاف الشيخ الفريجي، “فكان سماحته موفقاً في اختيار عنوان لبحثه الخارج حيث يناقش فيه المسائل الخلافية التي أصبحت ساحة سجال علمي عميق ودقيق بين أساطين المذهب. لما لها من الأثر الواضح في صقل مواهب الطلبة واختصار الطريق أمامهم للوصول الى الهدف المنشود – الاجتهاد في أحكام الشريعة – لأن العمر لا يستوعب استيفاء الخوض في كل المسائل الفقهية. مضافاً إلى أن سماحته قد أشار إلى حيثيات أخرى في تلك المسائل المبحوثة: كون المسألة محل ابتلاء عام عند الناس كمسألة من طلقت طلاقاً غير صحيح في المحاكم الرسمية وتزوجت بآخر. أو يستفاد منها في علاج مشاكل اجتماعية , أو اقتصادية , أو سياسية. أو أنّها تتضمّن بحوثاً من العلوم الأكاديمية العصرية , للتأكيد على أهمية توظيف هذه العلوم في عملية الاستنباط الفقهي والذي تترتب عليه ثمرات عديدة. أشار إليها سماحته في كتابه الموسوم بـ (الرياضيات للفقيه)”.

وأشار، إلى أنه “لعلَّ هناك توفيقا آخر لاختيار هذا العنوان وتلك المسائل في بحث سماحته وهو : أنَّها تدخل في ضمن إشاعة ثقافة الحوار, وفهم حجج الآخر , فتساهم في التقارب وإزالة التشنّج إذا تم التعامل مع الآراء بموضوعية وإنصاف. وما أحوجنا في هذه الأيام إلى إشاعة هذه الثقافة لقطع الطريق على مثيري الفتنة داخل جسد الأمة الإسلامية الذين ينتهزون الفرص بخبث ولؤم لتقطيع رابطة الأخوة بين المسلمين. ومثل هذه الثقافة كانت سائدة بين القدماء من جهابذة المذهب وأساطينه كالشيخ المفيد والسيد المرتضى والشيخ الطوسي (قدس الله أسرارهم). وقد انعكست في كتبهم الفقهية كما هو واضح لمن راجع وتابع”.

ولفت الشيخ الفريجي، إلى أنه “في الجملة — كتاب فقه الخلاف ليس كتاباً فقهياً مقارناً بالمصطلح المعروف. لأنه لا يقف في حدود بيان الآراء الفقهية المختلفة والمقارنة بينها فحسب بل أكثر من ذلك فأنه يحاكم أدلة الأقوال بميزان الاستنباط الخاص وينبري إلى اختيار الرأي الأوفق والأسلم بحسب الأدلة في هذه المسألة وتلك. وربما تطرح فيه أدلة جديدة تنتج عن رأي جديد كما في المسائل التالية: (وحدة الهلال للمسلمين جميها)، و(حكم الصلاة في عرفة لمن أقام في مكة)، و (فروع فقهية تتعلق بتغير القوة الشرائية), و (زكاة اموال التجارة) وغيرها من المسائل التي بحثها سماحته (دام ظله)”.

ونوه، إلى أنه “ولاشك أن الكتاب يكشف بشكل واضح وجلي عن علمية وفقاهة سماحة شيخنا الأستاذ , وهو في تصاعد محسوس في الإبداع. وفي عقيدتي أن المجلد الخامس منه وما بعده قد أدخل سماحته في ضمن الدائرة التي يشار إليها بالأعلمية، فقد ناقش في هذا المجلد خمس مسائل تعتبر من أعمق المسائل وأكثرها تعقيداً. حيث وصف صاحب الجواهر (قدس سره) أحداها وهي مسألة المقيم إذا خرج إلى ما دون المسافة بالمعركة العظمى التي اضطربت فيها الأفهام، وزلت فيها أقدام الأعلام. ومسألة أخرى من المستحدثات التي لم يعمّق فيها البحث من قبل وهي مسألة رمي الجمرات إلى الجدار ومن الطوابق العلوية , وكذلك مسألة زكاة أموال التجارة التي لم تشبعها البحوث الفقهية الاستدلالية , ومسائل أخرى. حيث أبدع سماحته في بحثها وأستعرض آراء المتقدمين والمتأخرين وعرج على آراء بعض المعاصرين من أعلام مدرستي النجف الأشرف وقم المشرفة. وناقش جميع الآراء بما لا مزيد عليه واستخلص النتائج المختارة بأسلوب استنباطي فائق يجعل الفاضل المنصف يطمئن بما ذكرناه. وكلّما استمر البحث وصدرت مجلدات أخرى من الكتاب بلطفه تبارك تعالى كلما أخذ الكلام منحىً آخر عن فقاهة”.

وبيّن الشيخ الفريجي، أن “سماحته. أعلميه وفعلاً بعد صدور المجلد الثامن بقسميه تحت عنوان (أسمى الفرائض وأشرفها : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)، بانت ألمعية الاستدلال، ونابعية الملكة بشكل واضح وجلي حينما مزج سماحته بحثه الاستدلالي الفقهي بمباحث قرآنية فذة. لم يسبق لها نظير في حدود ما طالعنا من بحوث استدلالية معاصرة، وبمكنة علمية واسعة تجعله يسبر غور المطالَب بدليل قرآني رصين، مع باقة واسعة من المباحث الأخلاقية والحركية التي تفتقر لها الحوزات العلمية. فضلاً عن البحوث الاستدلالية، وبين هذه وتلك تترشح جملة مهمة من الحقائق الاجتماعية التي انعكست من واقع الأدلة الشرعية تطبيقاً على واقع اليوم وما يعيشه المجتمع المسلم. وبيّن سماحته في هذا المجلد نظرته الصحيحة لقيادة الأمة من خلال الولاية الحقّة التي شرعها الله ورسوله وأولياؤه المعصومون للفقيه الجامع للشرائط والراعي للمشروع الاسلامي المبارك. حيث يقف على هرم القيادة بعد أن تؤدي الأمة تكلفيها الشرعي تجاهه وتمكّنه من الأخذ بزمام المبادرة , وتثني الوسادة إليه ليمضي بمشروع الاسلام المبارك إلى الأمام بحسب ما يفقه من أدلة القرآن وسيرة النبي وآله الكرام. ولعمري أنها بحوث لازالت بكراً من حين اوغل فيها شيخنا الأنصاري (قدس سره) أستاذ الفقهاء، وأردفه من جاء من بعده من العلماء حتى نضجت في العقد المنصرم بلسان أدلة ولاية الفقيه. حيث ألقى العلمان السيد الخميني والشيخ المنتظري (قدس سرهما) دلوهما في هذا البحر العميق ليخرجا ما فيه من مكنون حتى ظُن أنَّ هذا آخر ما هو موجود وكائن، ولكن أثبت شيخنا الأستاذ المرجع اليعقوبي أنه لازالت بقية وبقية ليضع النقاط فوق الحروف , ويتمّم المطلوب ويدفع ما يترآى من أشكال وشبهات… , وكل ذلك مسطّرٌ ومنقوش في المجلد الثامن بقسمه الثاني، ولعلَّ الغد القريب سيكشف عن بحوث اخرى تسطّر الفقاهة والتجديد بإذن الله تعالى”.

وأردف، قائلاً: “وقد من الله تبارك وتعالى عليّ ـ أنا العبد القاصر ـ ووفقني لحضور مجلس درس جملة من الأساتذة الكبار (أدام الله ظلالهم المباركة) في مدرسة النجف الأشرف وقم المشرفة – حيث كنت ولازلت وسأبقى مديناً لهم ما حييت. واُقبّل تراب اقدامهم، وأتنفّس مداد أقلامهم – ومنها بحوث شيخنا الأستاذ الشيخ اليعقوبي التي استفدت منها كثيرا حيث اختصرت عليَّ الطريق في تنمية الملكة المرجوة من هذه البحوث لما فيها من دقة. وفقاهة , وموسوعية , وشمول , ولازلت أنعم بهذه البركة بفضل الله تبارك و تعالى وحسن توفيقه”.

وأوضح الشيخ الفريجي، أن “بحث سماحة شيخنا الأستاذ (دامت أفاضاته) تميز بشكل ملموس عن بقية بحوث الأساتذة الكرام (دام ظلالهم جميعاً) بملامح خاصة منها:

1/ قدرته الواضحة والعالية على استيعاب جميع ما هو مطروح في المسألة التي يناقشها من آراء للقدماء والمتأخرين. بل حتى المعاصرين والتسلّط على أدلتهم, ومن ثم وضعها في ميزان الاستنباط الدقيق الذي أسّسه سماحته في موازين خاصة لا يناسب المقام المبني على الاختصار في بيانها ولعلّي أوفق لبيانها في مناسبات أخرى.

2 / استنطاقة للنصوص الشرعية كأنه قد عاشها وجدانا ممّا يسهّل عليه قراءتها قراءة جديدة تتوافق مع مسلكه في المحافظة على متون النصوص وعدم التفريط فيها حتى مع عدم وضوح تمامية الأسانيد وفقا لقوانين علم الرجال ومن دون الإخلال بتلك القوانين , وكذلك استنطاق النصوص الشرعية لحل وعلاج بعض المشاكل المعاصرة التي صارت محل ابتلاء ومعاناة من قبل بعض المكلفين والتي منها (تحديد الفجر في المناطق التي لا يتبين فيها) , و (الحكم في طهارة غير المسلمين) و (الموقف من طهارة الكحول) و (ومسألة وحدة الهلال لجميع المسلمين) , ونحو ذلك.

3 / الموسوعية التي امتاز بها , والشمولية في الطرح والنقاش , وإدخاله العلوم العصرية والنظريات الحديثة في حيز البحث لتنقيح موضوع الحكم الشرعي , او التقديم للمسألة المبحوثة فيها , او لنكات أخرى , وعلى سبيل المثال لا الحصر : استفادته من علم الاقتصاد في مسألة تغيير القوة الشرائية للعملة , وعلم الفلك في مسألة تحديد الفجر في المناطق التي لا يتميز فيها, وعلم الرياضيات في مسألة معادلة المد بثلاثة أرباع الكيلو غرام , وعلم الطب في مسألة تحديد سن البلوغ وعلاماته , بالإضافة الى معلومات تاريخية هامة كما في مسألة رمي الجمرات , ومقدمات اجتماعية كمسألة الزواج المنقطع من الباكر.

4 / المنهجية والتنسيق في البحث فقد امتاز سماحته بمنهجية خاصة في بيان المسائل الفقهية فنراه يفرز الجهات والجوانب المتداخلة والمتشابكة في كلمات المحققين , ويحل عقد المسائل المعقدة التي تعسر عن الفهم ويكثر فيها الاختلاط واللبس , ويوضّح الفكرة وينظمها بعد إعادة صياغتها بشكل سلس وبيان واضح مع احتفاظه بروح المطلب وعمقه ومتانته , وقبل كل ذلك يقدم بمقدمات ينقح فيها المطلب ويؤسس لكبريات يتجنب بها الاستطراد المخل بروح البحث.

5 / قوة ومتانة الجانب التطبيقي في بحثه المبارك من خلال التلاحق بين علمي الفقه والأصول وتطبيق الكبريات على صغرياتها، بل تدّخله في إنشاء كبريات أصولية لم يعهدها المشهور من قبيل فكرة المرجح المساوي , وفكرة الترتيب الجديد لمرجحات باب التعارض , وفكرة التفريق بين مراتب الانصراف.

6 / العرفية التي يتحلى بها , فهو ابن اللغة ومهيمن عليها لذا نرى طرحه بدون تكلّف وتعسف , وهذا ما ساعده على إبراز فهم جديد لمضامين بعض الروايات التي توقف عنها المشهور , بل ربما هجرها وأعرض عنها , ممّا جعله يحافظ على جميع روايات الباب من دون حاجة الى هجر بعضها.

7 / الأمانة العلمية التي يتحلى بها واحترامه الشديد لأساتذته , وكل من يناقش رأيه من اساطين المذهب وعلمائه , فنراه يدافع عن آرائهم ويجد الأعذار العلمية لهم , بل أذا أنتج نتاجا جديدا يحاول أن يرجعه الى كلمات بعضهم ويتبرع بتقريبات لبعض كلماتهم توافق ما أنتجه تواضعا منه أمام العلماء.

8 / الشجاعة في التحرّر من قيود المشهور , ومناقشة آراء أساطين الطائفة من المحققين والعلماء , واعتماده على مراجعة نفس المصادر دون الاكتفاء بالنسبة لها.

9 / ممارسته لدور الأستاذ والمربي ببراعة فائقة وعالية , واستيعابه لأسئلة الطلبة وشحذ هممهم نحو الجد والاجتهاد في التحصيل ممّا حفز الطلبة على التفاعل مع المعلومة وتتبع منابعها.

10 / بيان منظومة عامة للأحكام الشرعية , وابراز رؤية شموليه لها , ليخرج من خلال ذلك بنظريات وكبريات تعبر عن روح الاسلام , وبعده القيادي في قيادة الامة بعيدا عن الواقع الفردي للمسألة كما كان ذلك في تأسيس نظرية الفقه الاجتماعي وتطبيقها في موارد الامر بالمعروف والنهي عن المنكر الاجتماعيين.

11 / تأصيل الثقافة القرآنية في الاستدلال الفقهي فسماحته يرى: ان القران الكريم هو المرجع الاول والرئيس في استنباط الاحكام الشرعية، بل هو المصدر الاول في كل المعارف والعلوم الدينية طبقا لما يحكيه القران عن نفسه في قوله تعالى: ((ونزّلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)) النحل: 89. وقوله تعالى: ((وما فرطنا في الكتاب من شيء)) الأنعام / 38.

فنرى سماحته يحشّد أكبر قدر ممكن من الآيات القرآنية المباركة للاستدلال في المسألة ويمكنك أن تنظر نظرة سريعة في بعض مسائل فقه الخلاف كمسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليتبين لك بوضوح ما ذكرناه. ومن هنا يرى سماحته أن ما جرى على ألسن الأعلام (قدست أسرارهم) من كون آيات الأحكام محصورة بـ (500 آية) فقط هذا يراه ليس دقيقا بعد ان أشار الى أحكام شرعية مهمة مستفادة ومستنبطة من آيات آخر غير تلك الـ 500 , وقد خرّج ذلك بدفاع عن هؤلاء الأعلام بأطروحة وهي أنَّهم أرادوا بحصرها بهذا العدد إشارة إلى أمهات الأحكام الفقهية الرئيسة والواضحة والمعروفة بين المسلمين. وينبري في بعض الأحيان لدفع ما ظاهره التعارض بين بعض الآيات القرآنية الشريفة محل الاستدلال، كما حدث ذلك في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عندما وصل الاستدلال الى الآية الشريفة: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)) آل عمران/ 110. فقد دفع شبهة معارضتها بآية اخرى وهي: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)) المائدة / 105. وذلك من خلال إعطاء أكثر من وجه للتوفيق بينهما ودفع ما ظاهره التعارض وتفصيل ذلك موكول الى مراجعة فقه الخلاف في هذه المسألة. وقد دعا سماحته الى ان يكون الفقيه قرآنياً منذ وقت مبكر ومن قبل حوالي 30 عاما وعرض أفكاره ومشاريعه في هذا المجال على السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره) وللتوسع في ذلك يمكن مراجعة كتاب شكوى القرآن وكتاب الشهيد الصدر كما اعرفه في مباحث (دليل سلوك المؤمن) و(الجاهلية الحديثة واسلوب مواجهتها).

11 / ربطه المطالب العلمية بواقع الحياة وحث الطلبة على تفعيل الجوانب العملية للعلم والاستنباط الفقهي وكسر الجمود الذي اصيبت به الحوزات العلمية منذ سنوات بالاقتصار على الاروقة العلمية دون تفعيل الجوانب العملية المطلوبة من الفقيه لكونه راعيا للشريعة ومسؤولا عن تطبيقها في مفارق الحياة وقد لمس حضّار درس سماحته من الطلبة الأكفاء الواعين تلك البركات واختطوا لأنفسهم منهجا علميا متميزا يجعلهم بين الناس وفي اروقة المجتمع , فقد ورد : (ان الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله , ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله…)”.

وأكد، “هذا ما تمكنّا من تسجيله باختصار من ملامح ونقاط قوة في بحث شيخنا الأستاذ (دامت بركاته) وبيان أصالة الفقاهة والتنوّع والتجدّد في آليات الاستنباط في كتاب فقه الخلاف سائلين المولى القدير أن يمنّ على سماحة شيخنا الأستاذ بالصحة والسلام. وأن يديم ظلاله علينا ليُنتفع بعلمه وعمله المباركين، وأن يمتّعنا بأنوار علمائنا الأعلام، وأساتذتنا الكرام، وأن يوفقنا لاقتفاء أثرهم في العلم والعمل الصالح، والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق”.

وذكر البيان، أن “خطاب الشيخ ميثم كان فاعلاً جداً في الجمهور وعباراته مسبكة، وفعلاً كان موفقاً في اختيار العنوان، وقد لاقى استحساناً من الأساتذة الفضلاء كون البحث يُعتبر البِكر في حوزات السيدة زينب (عليها السلام). فلم يُطرح مثله كما صرّح بعضهم. بعده كانت المداخلات من بعض الأخوة الفضلاء، وكان لفضيلته الصولة في أجابتها والوقوف على بيان الإشكالية… الحضور كان كبيراً”.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى