
كتب الشيخ حسن العلي:
بسمه تعالى:
أولاً: الذين فازوا بالانتخابات:
مسؤولية كبيرة وخطيرة لمن فاز بالانتخابات البرلمانية، وعليهم شكر النعمة وتأدية الواجب…
إنّ الفوز في الانتخابات البرلمانية ليس نهاية الطريق، بل بدايته، وليس تكريماً شخصياً بقدر ما هو تكليف إلهي وشعبي ثقيل الأعباء.
فالمقعد النيابي ليس مقعداً للزهو والمصالح الخاصة، بل هو أمانة ومسؤولية كبرى أمام الله أولاً، ثم أمام الناس الذين منحوا ثقتهم وأصواتهم على أمل أن تُترجم إلى خدمة صادقة وعدالة حقيقية.
على الفائز أن يدرك أنّ الله اختبره بهذه النعمة ليقيس مدى إخلاصه وعدله، وأنّ هذه المسؤولية قد تكون سلّماً إلى الجنة إن أدّاها بحق، أو دركاً من دركات النار إن خانها أو أهملها.
فعلى النائب الفائز أن يشكر الله شكراً عملياً، لا لفظياً، من خلال أداء الواجب بأمانة ونزاهة، والسعي الجاد لخدمة الناس، وإصلاح مؤسسات الدولة، وإعلاء كلمة الحق، وتبنّي قضايا الفقراء والمظلومين.
فشكر النعمة الحقيقي هو أن تُصرف النعمة في مرضاة المنعِم، لا في مصالح ضيقة أو مجد زائل.
ثانياً: الذين لم يفوزوا:
تخفيف عبءٍ لمن لم يفز بها، وعليهم شكر الله والرضا بقضائه…
أما الذين لم يُكتب لهم الفوز، فليعلموا أن الخسارة الظاهرية ليست خسارة حقيقية، فقد يكون الله تعالى صرف عنهم بلاءً أو مسؤولية لا يقدرون على حملها.
وربّ مصلحة خفيّة في كل ما يراه الإنسان حرماناً أو تأخّراً، فكم من موقع لم يُدركه المرء كان فيه هلاكه، وكم من تأجيل كان فيه نجاته.
إنّ الرضا بقضاء الله نعمة عظيمة، والطمأنينة بعد النتائج علامة إيمان وثقة بالله، كما قال تعالى: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾.
فشكر الله واجب حتى في حال الخسارة، لأنّه أعلم بمواقع الخير لعباده، ولأنّ عدم الفوز قد يكون تهيئة لدورٍ آخر أنفع وأزكى في خدمة الوطن والمجتمع، من موقع آخر لا يقل شرفاً عن النيابة.
فالواجب على من لم يُوفّق أن يحافظ على روحه الإيجابية، ويبارك للفائزين، ويستمر في العمل الصالح والنافع، لأنّ خدمة الوطن لا تنحصر في البرلمان، بل هي واجب عام يشمل كل ميدان ومهنة وموقف.
الفوز والخسارة في ميدان الانتخابات كلاهما امتحان من الله، يبتلي به عباده ليظهر صدق نياتهم وثباتهم على الحق.
فمن فاز فليتواضع وليشكر وليعمل، ومن لم يفز فليحمد الله وليرضَ وليصبر، فكلاهما في ميدان التكليف، لا في ميدان التشريف.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



