اخبار اسلامية
أخر الأخبار

بإمامة الشيخ زهير التميمي.. خطبة صلاة الجمعة في قضاء خانقين بديالى

أُقيمت صلاة الجمعة المباركة بمسجد الإمام الحسن المجتبى (ع) في قضاء خانقين، بإمامة الشيخ زهير التميمي.

وكان عنوان الخطبة الأولى فاطمة الزهراء (ع) النموذج الكامل في نصرة دين الله عقيدة و منهجاً وسلوكاً، وتابعتها “النعيم نيوز”:

قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريين من أنصاري الى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فأمنت طائفة من بني اسرائيل وكفرت طائفة فأيدّنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين))

فهنا دعوة من الله تبارك وتعالى الى جميع المؤمنين أن ينصروا الله تعالى وذلك بأن يكونوا من انصار رسول الله صلى الله عليه واله وسلم في نشر الإسلام والدفاع عنه وهي دعوة تشريف للإنسان وسبب لرفعته وافتخاره بأن خالق السماوات والأرض ومن بيده ملكوتهما يدعوه الى نصرته ويذّكرهم الله تعالى بمثل من الرسل اولي العزم النبي عيسى بن مريم ع حينما دعا الحواريين وهم خاصته ومريديه الملازمين له المنقطعين اليه أن ينصروه في دعوته الى الله تبارك وتعالى وأن يعينوه على اداء رسالته فأستجابوا له واعلنوا استعدادهم لبذل النصرة من خلال نصرة رسوله ودينه ومما ورد عن الإمام الرضا عليه السلام قال( وأما عندنا فسمي الحواريون حواريين لانهم كانوا مخلصين في أنفسهم ومخلّصِين لغيرهم من اوساخ الذنوب بالوعظ والتذكير ) وإنما دعاهم لنصرته عندما راى الخذلان والتكذيب من قومه بني اسرائيل (فلمّا أحسّ عيسى منهم الكفر قال من انصاري الى الله قال الحواريون نحن انصار الله آمنا بالله واشهد بأنّا مسلمون …) وكان ذلك بلطف الله تعالى وتأييده لهم ( وإذ أوحيت الى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا آمنا واشهد بأننا مسلمون ))

وقد أخذ نبينا الاكرم ص من أصحابه مثل هذا التعهد بالنصرة والثبات عليها اكثر من مرة لأدامة العمل الرسالي وتنظيمه فاذا تحقق ذلك ستلتف الأمة حولهم لما تراه من الخير والصلاح وتنفرز الجماعة المؤمنة عن الفاسدة والمنافقة في معتقداتها ((فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين ))لكن هذه النصرة مشروطة بأن تكون لله تبارك وتعالى وفي سبيل الله واعلاء كلمة الله واعزاز دينه فإن الله تعالى لم يطلب النصرة من عباده لعجز أو ضعف في القدرة والقوة ((إن الله على كل شيء قدير ))وقوله تعالى(( أن القوة لله جميعا ))وأثبت سبحانه عجز كل ما سواه وأن استكبرت وتجبرت ((ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون )) وإنما كان طلب النصرة منه تعالى ليوفر لنا فرصا للطاعة والتكامل حتى نسمو ونرتقي لننال الدرجات الرفيعة قال أمير المؤمنين ع (فلم يستنصركم من ذُل ولم يستقرضكم من قُل استنصركم وله جنود السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم واستقرضكم وله حزائن السماوات والأرض وهو الغني الحميد وإنما أراد أن يبلوكم أيكُم أحسن عملا فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق بهم رسلُهُ وأزارهم ملائكته ….)

لقد خرجت الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء ع من دارها وهي العقيلة المخدرة التي كانت تكره الخروج من دارها وقد قالت ذلك لأمير المؤمنين سلام الله عليه( خرجتُ كاظمة وعُدتُ راغمة ) لكن خروجها سلام الله عليها تلبية للنداء الالهي العظيم لتنصر الله تعالى ورسوله ووليه الاعظم ولتعيد الحق الى نصابه وتصون الدين من الانحراف والتشويه وتحمي الامة من تلفساد والضلال وتستنهض الانصار فتخاطبهم ( وأنتم ذوو العدد والعدة والاداة والقوة وعندكم السلاح و الجُنة توافيكم الدعوة فلا تجيبون وتأتيكم الصرخة فلا تغيثون وأنتم موصوفون بالكفاح معروفون بالخير والصلاح والنخبة التي أنتخبت والخيرة التي أختيرت لنا أهل البيت ) فما كان عذرهم ( يا سيدة النساء لو كان الو الحسن ذكر لنا هذا الامر قبل أن يبرم العهد ويحكم العقد لما عدنا عنه الى غيره ) فقالت عليها السلام ( إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم ولا أمر بعد تقصيركم )
فإنه الزهراء عليها السلام وقيامها لنصرة دين الله تعززت مسيرة نصرة الدين وإقامة احكامه ورفض الظلم والفساد وهنا اذكر أن امير المؤمنين سلام الله عليه يحثنا على بذل كل الجهود لنصرة الله تعالى ( أسهروا عيونكم وأضمروا بطونكم و أستعملوا أقدامكم وأنفقوا أموالكم وخذوا من أجسادكم فجودوا بها على أنفسكم ولا تبخلوا بها عنها فقد قال الله سبحانه إن تنصروا ينصركم ويثبت أقدامكم )
وهذه الدعوة نعلن تلبيتها عند زيارة الإمام الحسين عليه السلام( لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك و لساني عند استنصارك فقد اجابك قلبي وسمعي وبصري )

وقد كتب الله تعالى على نفسه إن ينصر من نصره ويثبت قدمه (( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهُمُ المنصورون و إن جُندنا لهُمُ الغالبون ) وقوله ( بل اللهُ مولاكم وهو خيرُ الناصرين ))

وأنقل لكم هذه البشارة موضع الشاهد منها عن الإمام الصادق عليه السلام( وشيعتنا والله لم يزالوا مُنذُ قبض الله عز ذكره رسوله صلى الله عليه واله وسلم ينصروننا ويقاتلون دوننا ويُحرقون ويُعذّبون ويُشردون في البلدان حزاهم الله عنا خيرا …)
نسأل الله أن يثبتنا على دينه وولاية اهل البيت عليهم السلام ويجعلنا ممن ينتصر بهم لدينه ويرضى عنهم ببركة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها صلوات الله عليهم أجمعين

الحمد لله الذي لا يبلغ محمده حمد الشاكرين ونستعينه استعانة المتوكلين ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمده عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون أوصيكم ونفسي المقصرة بتقوى الله فإنها وصية الله في الأولين والآخرين.

قال تعالى ( ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) لا زلنا في رحاب شهادة الصديقة الطاهرة في التأمل في مواقفه  لا بمجرد أحداث تاريخية بل دروس قيمة في مسيرة الأمة. لقد كان دفاع الزهراء (ع) عن حقها في إرث فدك ليس مجرد مطالبة بمزرعة أو قطعة أرض بل كان موقفاً مبدئياً من صميم العدالة الإلهية في توزيع الحقوق والثروات في الدولة الإسلامية فحينما وقفت الزهراء (ع) في مسجد رسول الله (ص) وألقت تلك الخطبة العظيمة كانت ترسي أساساً فكرياً وفقهياً وأخلاقياً حول مبدأ الحق وأن الحقوق لا تسقطها السلطة ولا التبريرات السياسية بل تثبتها الشريعة ويقيم العدل الإلهي (ياريت يفهمون كل اليوم طالعة وحدة تدعي تمثيل منظمات المجتمع المدني سافرة متعدية حدود الله عاصية الله متبرجة تخوض في الشريعة وتناقش القانون الجعفري ياريت لو اختاروا واحدة محتشمة مرتدية الحجاب والعباءة عالمة بالشريعة لو فقط صلافة وقلة حياء وخوض بقوانين وضعية مقابل قوانين الله تعالى)

المهم مما ورد في خطبتها (يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي لقد جئت شيئاً فرياً أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم) فدك ليست مطالبة بميراث بل صرخة ضد تغيير معالم العدالة وتضييع القيم فمن ارادأن يُفهم معنى العدالة الاجتماعية في الإسلام فليقرأ خطبة الزهراء ولينظر إلى موقفها من فقد التوازن في توزيع الثروة وانحراف السلطة عن منهج النبوة بحيث تقرأ أن عبد الرحمن بن عوف ترك من الأحوال ما يكسير بالفؤوس وأن فدك عند الزهراء (ع) لم تكن مجرد حق شخصي بل كانت أداة لصيانة الرسالة وسنداً اقتصادياً لخط الإمامة الذي أراده الله امتداداً للنبوة ورافداً لضمان العدل في المجتمع فهي سلام الله عليها لم تطلب لنفسها مالاً بل طالبت بحق شرعه الله لها و حين رفض أحتجت بكتاب الله وسنة رسوله أرادة أن تقول: إذا سقط حق فاطمة اليوم سيسقط حق الفقراء غداً وإذا سلبت فدك فسيسلب العدل في نفوس الناس شيئاً فشيئاً.

إن موقف الزهراء (ع) درساً في رفض الظلم والتمسك بالعدالة الإلهية حتى لو كانت من موضع خسارة دنيوية فكيف بمن ظلم فاطمة وتجاهل صرخاتها في وجه التزوير والانحراف نسأل الله ان نكون من السائرين على نهجها ولا نكون من الذين ظهورها ورضوا بظلها ولنُبين موقفا مهما نتعلمه من الزهراء عليها السلام لا سيما حينما تتعلق بالكرامة والحقوق والعدالة والمصير على المحك فان فاطمة ع خرجت وهي المعصومة الطاهرة التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبهاخرجت لتقول لا تسكتوا عن الظلم لا تبيعوا إرادتكم ولا تخونوا أماناتكم لأن السكوت عن الظلم مشاركة فيه فإن اغتصاب الحق السياسي لأمير المؤمنين سلام الله عليه كان بداية الانحراف في مسار الامة فاليوم من يبيع صوته ويمتنع عن اداء دوره او يصوت للفاسدين وانتبهو ليس كل سياسي فاسد ولا كل صاحب مشروع اقتصادي حرامي اختاروا من يكون نزيهاً اميناً صادقاً شجاعاً مدافعاً وداعماً لقيم ومباديء الدين والمذهب ومدافع عن الشريعة وإلا لما احتجنا ٢٠ سنة لمدونة القانون الجعفري والتصويت عليها والتفريط في عدم التصويت لمن دافع عن الأرض والعرض والمقدسات قانون الحشد الشعبي الذين ضحوا بأنفسهم بوجه عدوان دولي داعش الارهاب فلا تعطوا اصواتكم لمن يتخاذل عن نصرة دين الله ويستهين بالحجاب ويحارب القيم لنكون مع الزهراء بالموقف والوعي وتذكروا إن الله يدافع عن الذين آمنوا..

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى