
كتب نوزاد حسن.. يعرف الشعب الذي يخوض حربًا معنى عبارة “اليوم التالي للحرب”. سيكتشف هذا الشعب، وهذا ما لمسه أهالي غزة، أن حجم الدمار الكبير يفرض عليهم تحديًا من نوع جديد.
ففي ساعات القصف اليومي التي لا تتوقف، لا ينتبه أحد لشيء إلا لحياته وحياة عائلته، وتكون أقصى أمنيات الفرد هي أن تتوقف آلة الموت التي تحصد أرواح الأبرياء. وبعد أن تقف الحرب، يكتشف الناس هول ما حدث، ويرون، وكأنهم أفاقوا الآن، ما حلّ ببيوتهم من خراب ودمار على المستويات كلها.
الآن ظهرت غزة كما هي، وقد انقشع غبار حربٍ استمرت سنتين. وبدأ أهل غزة يشاهدون ما حدث، ومع وقف إطلاق النار عاد الآلاف إلى بيوتهم قاصدين شمال غزة، طوابير من الناس يمشون سيرًا على الأقدام حاملين أمتعتهم بأيديهم أو على عرباتٍ تجرّها الحيوانات، وقلة منهم من يملكون امتياز نقل أغراضهم في سيارة تلمّ شمل العائلة. تقارير تشير إلى صدمة العائدين، إلى درجة أنهم لم يتعرّفوا على بيوتهم، ومع غيابٍ كامل لأيّة بنى تحتية، سيكون اليوم التالي صعبًا أمام أهل غزة. وستكون الأولوية، في مثل هذا الظرف الصعب، هي حاجات المواطنين من أكلٍ وشربٍ وخيامٍ وتقديم خدمة طبية عاجلة، وغير ذلك من احتياجات الناس.
عادةً ما يكون اليوم التالي للحرب هو يوم اكتشاف ما حصل، وأيضًا يوم عمل تقوم به الدول التي تعمل لدعم السلام، وتقديم المساعدات، وكذلك إعمار غزة، كما يحدث بعد نهاية كل حرب. لكن على الأرض، الواقع صعب ومرير في الوقت نفسه. وقد لا أُبالغ لو قلت إن التحدي الذي يواجه مواطني القطاع ليس عاديًا ولا سهلًا.
هناك تحدي إزالة مخلفات القنابل غير المنفجرة في أماكن مختلفة من غزة. كما يوجد آلاف الأطنان من الركام الذي يجب رفعه، وهذا يتطلب عددًا كبيرًا من الآليات التي لا تتوفر، لأن جيش الاحتلال دمّر أكثرها.
وفي ظل هذه الأوضاع، سيكون من الصعب العثور على المفقودين الذين ما زالوا تحت ركام البنايات والبيوت المهدّمة، دون توفير الجهد البشري والتقني لمثل هذه العملية.
غزة، في كلمة واحدة: مدينة منكوبة. ولو أن زلزالًا كبيرًا ضربها، لجاملها وترك لها بعض البنى التحتية والمدارس والجامعات من دون تدمير.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز