اخبار اسلامية
أخر الأخبار

السيد الشهيد الصدر الثاني (ق) محور خطبة جمعة بابل

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في محافظة بابل بإمامة الخطيب الشيخ عبدالهادي الزيدي، والتي تمحورت عن السيد الشهيد الصدر الثاني.

وفيما يلي خطبة الجمعة، وتابعتها “النعيم نيوز”:

“بسم الله الرحمن الرحيم

السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس سره).. مؤسس نظرية (حب الذات)

ان الحديث عن شخصية عظيمة كالشهيد الصدر لا ينتهي ولا ينضب لان عطائه غزير جدا ولا يقتصر هذا العطاء على الكم بل انه معمق ايضا ولو انصف هذا الرجل لما ابطل الحديث عنه وعما جاء به من افكار وتأسيسات لمفاهيم اسلامية غادرها الفكر الاسلامي. كما انه احيا منهجية ربانية كادت ان تموت في عقول ونفوس المجتمع المؤمن، ولم يك من الشخصيات التي تكتفي بالتنظير والكلام فقط بل انه شخصية ميدانية طبق ما يقول وما يؤمن به على ارض الواقع على الرغم من دفعه ثمن ذلك غاليا من سمعته ومن صحته ومن حياته وحياة عائلته الا ان كل ذلك لم يثنه عن الاقبال على اتمام مشروعه وما جاء به لينقذ هذه الامة من براثن المغتصبين والطامعين.

ولم تقتصر حربهم ضده عندما كانت انفاسه الطيبة تملئ الدنيا وصوته الناطق بالحق ينقر اسماع الجميع بل حتى عندما انقطعت تلك الانفاس الملكوتية والصوت الملائكي الناطق بالحق فانه لم يسلم من سهام حربهم ومعاول المخربين ونفاق المتزلفين على الرغم من شهادته على ايدي الظالمين والطغاة الا انها لم تردعهم عن غيهم وجبروتهم واستمروا في كيل التهم والافتراءات الموجهة له (قدس سره).

وبطبيعة الحال فان الحرب فيها خسائر كبيرة لا تنحصر بخسارة الشخصية الربانية وحسب بل خسارة الامة تكمن في الحرمان من عطاء الشخصية واعني بذلك ان الامة ستنشغل في الدفاع عنها ورد الشبه والافتراءات التي تطلق من هنا وهناك اي المكوث في موضع وخندق الدفاع والانشغال في ترتيب وضع الدفاع وعدم التفكير في الهجوم.

نعم الدفاع واجب مقدس لا بد منه لكن الاكتفاء بالدفاع ليست منهجية تامة وصائبة بل لا بد من تنظيم صفوف الجهة الصالحة وتوزيع المهام بشكل يضمن النجاح في نصرة الحق وكما قيل خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، فأعداء الحق يريدون القتال في ساحة خصومهم وهذا يعني انهم يتقدمون خطوة على جهة الحق، لان ساحتهم في مأمن من وصول نيران الحق اليها.

وهنا تكمن خسارة الامة، اي ان المشاريع العظيمة والافكار التي يجب ان تغزو العالم ستبقى حبيسة في صدور اهل الحق ولم تجد فرصتها للانطلاق الى العالم لان الذي عليه حمل هذه المشاريع والافكار وايصالها الى العالم منشغل في الدفاع وليس الهجوم. فالأمة خسرت وتخسر العمق الاسلامي والفكر الناضج بعدم التعامل معه واخذه من منبعه الاصيل ليسهم في تكاملها وارتقاءها في سلم الكمال غير المتناهي.

وعلى هذا التأسيس يتبين ان هذه الحرب التي تشن ضد جهة الحق ليس قادتها ما يظهر لكم من عدو مباشر اي انها جهات دينية او شخصيات دينية طامحة للسيطرة على مقدرات الناس بل ان هذا العدو المباشر ليس اكثر من اداة بيد العدو الاكبر الذي يحارب جهة الحق، لان جهة الحق لم تتخذ من هؤلاء المتزلفين اعداء فلا يعادي اي عاقل السكين التي يتم بها القتل بل العدو الحقيقي هي اليد التي تمسك السكين، لا احد يتخذ من السهم المثلث الذي اخترق صدر الامام الحسين (عليه السلام) عدوا ليصب نار غضبه عليه، ولم يعاد احدا السيف الذي فلق هامة امير المؤمنين (عليه السلام) بل من كان يقف وراء قرار قتل الامام (عليه السلام).

متى تشن الحرب على الشخصية الربانية صاحبة المشروع الالهي؟ تحارب عندما يصل تأثيرها على:

اولا: عندما يصل تأثير هذه الشخصية على ادوات العدو الحقيقي والسيف التي تقتل به الحق واهله وتبطل مفعوله واخراجه عن العمل والتأثير، فان العدو الحقيقي سيبذل كل جهوده للتخلص من هذه الشخصية فتزداد ضراوة الحرب ويبيحون لأذنابهم استخدام اي سلاح يفي بالغرض حتى لو كانت نتيجته الابادة الجماعية. واعني بهذا السيف هو عملاء قوى الاستكبار العالمي في كيان الاسلام. فانهم يعدونه السلاح الاقوى من بين اسلحتهم المستخدمة لمواجهة جهة الحق، فهو سلاح غير مرئي وتصعب رؤيته واكتشافه، وحتى لو تم اكتشافه فان من الصعب بمكان مواجهته لان لبوسه التقوى والايمان والدين نفسه.

ثانيا: اذا استشعرت قوى الاستكبار العالمي وصول الشخصية الربانية الى التأثير العالمي اعني الخروج والنفاذ من الطوق الذي فرضوه على جهة الحق:

تارة بنشر المفاهيم الضيقة وان الاسلام دين بسيط ليس له شغل الا بالحيض والنفاس والاستخارة. اما بناء الدولة وبناء الانسان والحضارة فانه موكول الى اي جهة غير الاسلام على سبيل المثال المدنية وعليه فان الاسلام لا يبني دولا لذا تطالب المرجعية الكلاسيكية بإقامة دولة مدنية.

وتارة اخرى بفكرة عزل الدين عن الواقع الذي تعيشه الامة ويجب ان يبقى الدين في الدهاليز المظلمة وتخلو منه الاسواق والجامعات وغيرها.

واخيرا طوق الحرب الدينية التي هدفها الرئيس تسقيط الشخصية الربانية لمنعها من الوصول الى العالمية وقتلها اذا استلزم الامر، كما حصل مع الشهيدين الصدرين (قدس الله روحيهما الطاهرتين).

ان كل الشخصيات الربانية بالضرورة ان تكون شخصية عالمية اي انها تناقش وتضع الحلول للقضايا العالمية ولا يقتصر عملها على البعد المحلي او التخندق الطائفي الضيق.

فالشهيد الصدر ضرب اهم الاساسات التي يركز عليها الاستكبار العالمي والنظريات التي يدعمها، منها النظرية الاقتصادية والنظرية الاجتماعية وغيرها.

ان سيجمند فرويد من اهم الاساسات التي يتبناها الاستكبار فنظريته المزعومة اخذت بعدا في مجال علم النفس وعلم النفس الاجتماعي وان كان هناك بعض من اشكل عليها ببعض الاشكالات الا ان احدا لم يأت ببديل عنها، الا ان الشهيد الصدر الثاني اسس لنظرية عالمية لا تكون بديلا عن نظرية فرويد وحسب بل بديلة عن كل النظريات ذات العامل الواحد، فان النظريات ذات العامل الواحد هي تلك النظريات التي ترجع جميع التاريخ البشري والسلوك الانساني الى عامل واحد هو الاقتصاد مثلا، او الغريزة الجنسية مثلا، او حب السيطرة مثلا، على ما قال بكل من ذلك بعض العلماء من مختلف البلدان.

وهذه النظرية التي جاء بها شهيدنا الصدر الثاني (نظرية حب الذات في التاريخ البشري والسلوك الانساني) ايضا ترجع كل ذلك الى عامل واحد هو حب الذات فتكون ايضا من نظريات العامل الواحد.

الا انه ينبغي ان يلاحظ في المقام ان هذه النظرية وان كانت ترجع كل السلوك الانساني والعقلي والاجتماعي واي شيء من شؤون الانسان بل الحيوان الى حب الذات فإنها في عين الوقت لا تقول بوجود هذا العامل مجردا في هذه الدنيا. بل هناك من العوامل الكثيرة المؤثرة ايضا في مختلف المجالات والمؤثرة ايضا في مجال الافعال الاختيارية الذي هو حدود نشاط حب الذات.

الا ان هذا العامل هو حب الذات يعتبر في حدود فهم هذه النظرية هو العامل الرئيسي الاول المحرك لسائر العوامل الاخرى في حدود ما يستطيعه من فعاليات وما يدخل تحت سلطته من نشاط.

هل سمع احدكم بهذه النظرية للسيد الشهيد؟ مع انها مدونة في كل تفاصيلها في كتاب مطبوع تحت عنوان (حب الذات وتأثيره في السلوك الانساني). انتم تعرفون نظرية فرويد اكثر مما تعرفونه عن هذه النظرية، وتعرفون نظرية علي الوردي عن شخصية الفرد العراقي اكثر من نظرية الشهيد الصدر. فمن يقف وراء تغييب هذه النظرية؟ لم لا تدرج هذه النظرية ضمن مناهج الدراسة في الكليات المتخصصة؟ لما لا نتبناها كنظرية بديلة لنظرية الغريزة الجنسية التي يتبناها الغالبية العظمى لفرويد، مع الاخذ بنظر الاعتبار انها نظرية احدث وارقى واشمل فضلا عن انها من نتاج عقل اسلامي جبار كالشهيد الصدر؟
فالشهيد الصدر انطلق ليكون تأثيره عالميا وليضع بديلا لاهم مرتكزات الاستكبار العالمي ولم يثنه عن ذلك كل الاطواق التي فرضوها عليه.

فلنستشعر الاسباب الحقيقية التي تقف وراء الحروب التي تشن على قادتنا الافذاذ ولننطلق مع هذه القيادة وننصرها بالشكل اللائق ونوصل الرؤى الاسلامية المعمقة التي تصدر عنها.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى