
في كل عام، يتناول الناس حول العالم 3.8 تريليون جرعة من الأدوية، وهو رقم مذهل. وتُبلع معظمها بدلاً من حقنها أو استنشاقها، لأن تناولها عن طريق الفم أسهل الطرق وأكثرها أماناً في المنزل. ولكن حتى تناول حبة دواء بشكل روتيني قد يسبب ضرراً أحياناً، وهذا هو سبب توفر بعض أقراص الأدوية على شكل هلام أو (جيلاتين)، لكن لذلك مشاكله الخاصة.
بحسب صحيفة “إندبندنت”، يحدث التهاب المريء الناتج عن تناول حبة دواء عندما يعلق قرص أو كبسولة في الطرف السفلي من المريء، حيث يلتقي بالمعدة.
الحرق الكيميائي
وإذا علقت حبة دواء هناك وبدأت بالذوبان، فقد تُفرز مكوناتها الفعالة مباشرة على الأنسجة الرقيقة. وغالباً ما تكون هذه المواد حمضية أو قلوية، وقد يسبب هذا الحرق الكيميائي الألم والالتهاب بسرعة.
وعلى الرغم من أنه يُعتبر نادراً، إلا أن الدراسات تُشير إلى أن معدل حدوثه يُقدر بـ 3.9 لكل 100 ألف نسمة سنوياً.
وقد لا يتم الإبلاغ عنه بشكل كافٍ لأن الحالات الخفيفة غالباً ما تُشفى دون عناية طبية.
وعندما تذوب حبة الدواء مبكراً جداً، فإنها تُعرّض بطانة المريء غير المحمية لمواد كاوية لم تُصمّم للتعامل معها، ما يؤدي إلى تهيج والتهاب، وأحياناً تقرحات.
وقد تُحاكي الأعراض حرقة المعدة أو عسر الهضم، ولكنها عادةً ما تكون أكثر حدةً ووضوحاً، مع الشعور بألم خلف أسفل عظمة القفص الصدري.
بحة الصوت المفاجئة
كما قد يعاني البعض من ألم عند البلع، أو بحة مفاجئة في الصوت أو تغير في الصوت.
وفي حالات نادرة وغير مُعالجة، يمكن أن يتعمق الضرر، ما يسمح للقرحات بالتمزق عبر جدار المريء، ما يؤدي إلى عدوى شديدة أو حتى الوفاة.
وغالبًا ما تتأثر النساء في منتصف العمر بذلك، ويعود ذلك جزئياً إلى أنهن أكثر عرضة إحصائياً لتناول الأدوية بانتظام، بما في ذلك علاجات صحة العظام.
كبار السن والأطفال
كما أن كبار السن أكثر عرضة للخطر لأن التغيرات المرتبطة بالعمر في حركة المريء تُصعّب مرور الحبوب بسلاسة إلى المعدة. قد يكون الأشخاص المصابون بحالات تُغيّر شكل أو موضع الأعضاء المجاورة – مثل تضخم القلب أو الغدة الدرقية – أكثر عرضة للخطر.
ويصاب الأطفال بشكل أقل شيوعاً، ولكن لديهم عوامل خطر فريدة. صعوبة بلع الأقراص، وصغر حجم الجسم، وقلة الخبرة، كلها عوامل قد تزيد من احتمالية انحشار القرص.
الأدوية الأكثر احتمالًا للتسبب في ضرر
علاجات هشاشة العظام تعتبر سبباً رئيسياً لهذا الضرر، وهو ما يفسر شيوع المشكلة بين النساء، كونهن أكثر عرضة لترقق العظام.
والمضادات الحيوية من فئة “التتراسيكلين”، المستخدمة لمجموعة واسعة من الالتهابات، مخاطر مماثلة.
كذلك الأسبرين والإيبوبروفين، وهما دواءان مضادان للالتهاب غير الستيرويدي، وهما من أسباب التهاب المرئ.
وحتى المنتجات الطبيعية التي تباع دون وصفة طبية، مثل المكملات الغذائية والفيتامينات، قد تسبب مشاكل. وقد رُبطت أقراص الكافيين، ومكملات كلوريد البوتاسيوم، وحمض إل-أرجينين، وحبوب فيتامين سي أو فيتامين هـ عالية الجرعة، بالتهاب المريء الناتج عن الحبوب.
كبسولات الجيلاتين
وتحمل الكبسولات اللينة المصنوعة من الجيلاتين مخاطرها الخاصة. ولأن الجيلاتين مادة استرطابية، أي أنه يمتص الرطوبة من محيطه، فقد يلين ويصبح لزجاً. هذا يزيد من احتمالية التصاق الكبسولة بجدار المريء بدلًا من مرورها بسلاسة إلى المعدة.
وعند حدوث ذلك، قد تتسرب محتويات الكبسولة مباشرة إلى الأنسجة الحساسة، ما يسبب تهيجاً موضعياً أو تقرحاً.
الوقاية
الخبر السار هو أن معظم الحالات الخفيفة تزول في غضون بضعة أيام أو أسابيع بمجرد التوقف عن تناول الدواء المسبب.
مع ذلك، هناك خطوات بسيطة لمنع تطور التهاب المريء، أهمها: تناول دائماً الأقراص مع كوب كامل من الماء – حوالي 200 مل – لضمان وصولها إلى المعدة.
تناولها على معدة فارغة إذا نصحك الطبيب بذلك، وابقَ في وضع مستقيم لمدة 30 دقيقة على الأقل بعد ذلك، لمنع ارتجاع المريء.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز



